قد يكون إرضاع طفلكِ من أجمل اللحظات التي تتشاركانها، ولكن لنكن صريحين، قد يكون الأمر مُرهقًا بعض الشيء. كأم جديدة، قد تسألين نفسكِ: "هل طفلي جائع؟" "هل أُرضعه بما يكفي؟" "كم مرةً يجب أن أُرضع؟" لا تقلقي، لستِ وحدكِ! هذه أسئلةٌ تُراود كل أم جديدة، ونحن هنا لمساعدتكِ في إرشادكِ خلال هذه العملية، لتتمكني من إرضاع طفلكِ الصغير بثقةٍ وسهولة.
التعرف على إشارات الجوع عند الأطفال حديثي الولادة
قد لا يكون طفلكِ قادرًا على الكلام بعد، لكن لديه بالتأكيد طريقته الخاصة لإخباركِ عندما يكون مستعدًا للأكل. إن فهم إشارات جوع طفلكِ يُسهّل وقت الرضاعة لكليكما. بالإضافة إلى ذلك، فإن معرفة ما تبحثين عنه يُساعدكِ على الاستعداد وتجنب نوبات الغضب في وقت متأخر من الليل.
إشارات الجوع المبكرة:
- رد فعل التجذير: هل لاحظتِ طفلكِ يحرك رأسه نحو أي شيء يلامس خده؟ هذا رد فعلٌ طبيعيٌّ! إنها إحدى أولى العلامات على أن صغيركِ يبحث عن الطعام.
- مص الشفاه ولعقها: قد يبدأ الأطفال في صفع شفاههم أو إصدار أصوات المص، مما يشير إلى استعدادهم للتغذية.
- حركات اليد إلى الفم: إذا لاحظت أن طفلك الصغير يضع يديه في فمه أو يمص أصابعه، فهذه علامة على أنه قد يشعر بالجوع.
إشارات الجوع النشطة:
- الاضطراب والالتواء: عندما يشعر طفلك بالجوع أكثر، قد يبدأ في التحرك بشكل أكثر قليلاً، والتحرك في سريره أو بين ذراعيك.
- التجذير حول: إذا كنت تحملين طفلك، فقد يبدأ في البحث حول صدرك عن الثدي.
- بكاء: البكاء إشارة متأخرة للجوع، وقد يكون مُزعجًا للطفل والوالدين. يُفضّل محاولة إرضاع طفلكِ قبل بلوغه هذه المرحلة، إذ قد يُصعّب ذلك عليه الالتصاق بالثدي أو الزجاجة بسبب انزعاج الطفل.
فهم هذه الإشارات أمر بالغ الأهمية، فالاستجابة لعلامات الجوع المبكرة والنشطة تساعد على جعل الرضاعة أكثر نجاحًا وأقل إرهاقًا. من الجيد أن نحاول دائمًا أن نكون سبّاقين في التعامل مع إشارات الجوع المبكرة قبل أن تتحول إلى بكاء!
كم مرة يجب عليك إرضاع طفلك؟
إن فهم وتيرة الرضاعة للمواليد الجدد يُساعدك على إدارة حياتك بشكل أفضل! قد تختلف وتيرة الرضاعة بشكل كبير بين المواليد الجدد، ولكن إليك بعض الإرشادات العامة التي قد تُساعدك:
الأطفال حديثي الولادة (0-2 أشهر):
- تكرار: عادةً ما يرضع المواليد الجدد كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، أي ما يعادل حوالي ٨-١٢ رضعة خلال ٢٤ ساعة. صحيح أن هذه الكمية كبيرة، لكن كل هذه الرضاعة تساعدهم على النمو بقوة وصحة!
- مدة: يمكن أن تستغرق كل جلسة رضاعة من ٢٠ إلى ٤٥ دقيقة، مع أن هذه المدة قد تختلف حسب احتياجات الطفل وكمية حليب الأم. دعي طفلكِ يقودكِ، وسيخبركِ عندما يشبع.
الرضع (2-6 أشهر):
- تكرار: مع نمو الأطفال، تتسع معدتهم لمزيد من الحليب، مما قد يسمح لهم بفترة أطول بين الرضعات. عادةً، قد تلاحظين نمط رضاعة كل 3-4 ساعات.
- مدة: قد تصبح هذه الفترة أقصر لأن طفلك أصبح محترفًا في الرضاعة!
الأطفال الأكبر سنًا (6-12 شهرًا):
- تكرار: بحلول هذا العمر، عادة ما يكون لدى الأطفال جدول تغذية أكثر قابلية للتنبؤ، مع حوالي 4-5 وجبات خلال فترة 24 ساعة.
- مقدمة عن المواد الصلبة: في حوالي ستة أشهر، يُقدّم الطعام الصلب، مما قد يُقلّل بشكل طبيعي من عدد مرات إرضاع الطفل من الحليب. مع ذلك، يبقى الحليب جزءًا أساسيًا من نظامهم الغذائي.
لمزيد من المعلومات حول كيفية معرفة ما إذا كان طفلك يحصل على ما يكفي من الحليب، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو المفيد من سلسلة التغذية لدينا مع قابلتنا الخبيرة، إيما!
التغذية المستجيبة
هل سمعتِ يومًا عن الرضاعة التفاعلية، أو الرضاعة عند الطلب؟ الأمر يتعلق بالاستماع لطفلكِ وإطعامه عندما يُظهر علامات الجوع، بدلًا من الالتزام بجدول زمني صارم. لهذا النهج فوائد عظيمة:
- يعزز اكتساب الوزن الصحي: إن التغذية عند الطلب تضمن حصول طفلك على التغذية التي يحتاجها، مما يدعم زيادة الوزن والنمو الصحي.
- يشجع إنتاج الحليب: الرضاعة المتكررة تحفز إنتاج الحليب - سوف ينتج جسمك ما يحتاجه طفلك، حيث يعمل إنتاج الحليب على أساس العرض والطلب.
- تقوية الروابط: إن الاستجابة لاحتياجات طفلك تساعد على بناء رابطة عاطفية قوية وتعزز الشعور بالأمان والثقة.
نصائح عملية للتغذية الناجحة
- إنشاء بيئة تغذية هادئة: حاولي إيجاد مكان هادئ ومريح للرضاعة. تقليل المشتتات يساعدكِ أنتِ وطفلكِ على التركيز والاستمتاع باللحظة.
- ملامسة الجلد للجلد: يمكن أن يكون التلامس الجلدي مُهدئًا للغاية للأطفال، ويُحفّز غريزة الرضاعة لديهم. كما يُساعد على تنظيم درجة حرارة أجسامهم، ويدعم الترابط العاطفي.
- وضع مريح: تأكدي من أنكِ وطفلكِ في وضعية مريحة أثناء الرضاعة. قد يتطلب هذا بعض التجارب لمعرفة ما هو الأنسب، وذلك حسب طريقة إطعام طفلكِ وما يفضله (وأنتِ)!
- ابقى رطبًا ومغذيًا: بالنسبة للأمهات المرضعات، يُعدّ الحفاظ على ترطيب الجسم واتباع نظام غذائي صحي أمرًا أساسيًا لإنتاج الحليب. احتفظي بالماء والوجبات الخفيفة المغذية في متناول يديكِ، خاصةً خلال وجبات الليل المتكررة.
متى تطلب المساعدة
أحيانًا، حتى مع أفضل النوايا، قد تكون الرضاعة صعبة. إذا كنتِ قلقة بشأن رضاعة طفلكِ أو نموه أو أي شيء آخر، فلا تترددي في طلب المساعدة. من الأفضل دائمًا طلب الدعم اللازم إذا كنتِ قلقة بشأن زيادة وزن طفلكِ من أخصائي رعاية صحية. يمكنه تقييم رضاعة طفلكِ وتقديم إرشادات مُصممة خصيصًا لحالتك. مع أن العديد من تحديات الرضاعة يمكن التغلب عليها بالصبر والدعم، إلا أن هناك أوقاتًا يكون فيها من الضروري طلب المساعدة من أخصائي. تواصلي مع القابلة أو الزائرة الصحية أو طبيبكِ العام إذا لاحظتِ أيًا مما يلي:
- طفلك لا يكتسب وزنًا أو يفقد وزنه.
- يصبح عدد حفاضات طفلك المبللة أقل من ستة حفاضات يوميًا بعد الأسبوع الأول.
- يبدو طفلك دائمًا متوترًا أو غير راضٍ بعد الرضاعة.
- تشعرين بألم مستمر أثناء الرضاعة الطبيعية أو بعدها.
إطعام طفلكِ رحلةٌ طويلة، تتغير مع نموه. بإدراككِ لإشارات الجوع لدى طفلكِ وإطعامه بشكلٍ مُتجاوب، تُساعدينه على بدء حياةٍ رائعة. وتذكري أن كل طفلٍ فريدٌ من نوعه، فما يُناسب طفلًا قد لا يُناسب آخر. ثقي بحدسكِ، وعاملي نفسكِ بلطف، ولا تترددي في طلب المساعدة عند الحاجة. أنتِ قادرةٌ على ذلك!
مصادر:
- NHS Start For Life: https://www.nhs.uk/start-for-life/baby/feeding-your-baby/
- تغذية NCT: https://www.nct.org.uk/baby-toddler/feeding/early-days/طفلي يحصل على ما يكفي من الحليب-الرضاعة-أو-التركيبة
ملاحظة هامة: الرضاعة الطبيعية هي الأفضل. حليب كنداميل المُتابع مُخصص للأطفال فوق سن ستة أشهر فقط، ويُنصح باستخدامه كجزء من نظام غذائي مُتنوع. يُرجى استشارة أخصائي الرعاية الصحية.