أن تصبح أبًا أو أمًا تجربة استثنائية. قد تجلب لك فرحًا وحماسًا وإنجازًا هائلين. لذا، في الوقت الذي يتوقع فيه الجميع منك أن تكون في قمة السعادة، قد تشعر بالحيرة عندما تشعر بالإرهاق والتوتر. من الطبيعي جدًا أن تشعر بمزيج من المشاعر المتضاربة في الأيام الأولى من الأبوة، ولكن عندما يتجاوز الأمر ذلك، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في صحتك النفسية كأم أو أب.
يشير مصطلح "الصحة النفسية في فترة ما حول الولادة" إلى الحالة النفسية للوالدين أثناء الحمل وبعد الولادة. إنها فترة تواجه فيها الأم تحديات جديدة كثيرة، مصحوبة جميعها بنقص النوم. فما الذي قد يحدث إذن، وكيف يمكنكِ إعطاء الأولوية لصحتكِ النفسية كوالدين؟
تحديات الأبوة والأمومة
إن الأبوة والأمومة تجلب معها مجموعة كاملة جديدة من التحديات التي قد يكون من الصعب التعامل معها:
-
الحرمان من النوم: يحتاج الأطفال حديثو الولادة إلى رعاية على مدار الساعة، مما قد يجعل الآباء الجدد يشعرون بالإرهاق والحرمان من النوم.
-
التغيرات الهرمونية: يمكن أن تُسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وبعده تقلبات مزاجية وقلقًا واكتئابًا. ورغم ارتباطها عادةً بالأمهات، إلا أن الآباء قد يُعانون أيضًا من تقلبات هرمونية تؤثر على مزاجهم ومستويات التوتر لديهم.
-
نقص الدعم: يشعر العديد من الآباء بالعزلة وعدم الدعم، خاصة إذا لم يكن لديهم عائلة أو أصدقاء بالقرب منهم.
-
مشاكل صورة الجسم: قد يُسبب الحمل والولادة تغيرات في جسم الأم يصعب تقبّلها. وقد يواجه الآباء أيضًا صعوبات في التكيف مع تغيراتهم الجسدية والنفسية أثناء تكيفهم مع الروتينات والمسؤوليات الجديدة.
-
الضغط من أجل الكمال: غالبًا ما يشعر الآباء بالضغط من أجل القيام بكل شيء بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة والتوتر.
إعطاء الأولوية للصحة النفسية للوالدين
إن إدراك مشاعرك واتخاذ خطوات صغيرة للعناية بصحتك النفسية يُحدث فرقًا كبيرًا. إليك بعض النصائح للعناية بنفسك كأم أو أب:
-
احصل على قسط كافٍ من النوم: القول أسهل من الفعل مع مولود جديد، لكن الحرمان من النوم قد يزيد من مشاعر القلق والاكتئاب. حاول أن ترتاح كلما أمكنك، حتى لو كان ذلك يعني أخذ قيلولة خلال النهار بينما يساعدك أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة.
-
اطلب الدعم: إن مشاركة مشاعرك مع شريكك أو صديقك أو أحد أفراد عائلتك يمكن أن يساعد من حولك على فهم حاجتك للدعم. لا عيب في طلب المساعدة، سواء كنتَ أبًا أو أمًا للمرة الأولى أو لديكَ عدة أطفال. الأبوة والأمومة صعبة، ولست مضطرًا للقيام بها بمفردك.
-
مارس العناية الذاتية: قد يبدو الأمر مستحيلاً، لكن تخصيص ولو لحظات قصيرة لنفسك يمكن أن يساعدك على الشعور بأنك على طبيعتك. إعداد وجبة مغذية، أو العناية بالبشرة، أو قراءة بضع صفحات من كتاب، أو المشي، كلها أمور تُحدث فرقًا.
-
ممارسة الرياضة: يُعدّ النشاط البدني وسيلة رائعة لتحسين مزاجك وتخفيف التوتر. حتى في الأيام التي لا تنام فيها جيدًا، يُمكن للمشي مع طفلك (أو الأفضل من ذلك، مع آباء آخرين) أن يُنشّطك ويُحسّن مزاجك.
-
تقبّل المساعدة: غالبًا ما يرغب الناس بصدق في المساعدة. سواءً كان ذلك طهي الطعام، أو غسل الملابس، أو رعاية الطفل أثناء الاستحمام، فكل مساعدة ولو كانت بسيطة تُحدث فرقًا.
-
كوني لطيفة مع نفسكِ: ليس من السهل تربية طفل وإنجابه والعناية به. أنتِ تقومين بعمل رائع بلا شك، لذا كوني لطيفة مع نفسكِ.
متى تطلب المساعدة المهنية
مع أن التقلبات النفسية خلال فترة ما بعد الولادة أمر طبيعي، إلا أن بعض الأمهات قد يُصابن بمشاكل نفسية أكثر خطورة، مثل اكتئاب ما بعد الولادة أو القلق. إذا كنتِ تعانين من أي من الأعراض التالية، فمن المهم طلب المساعدة الطبية المتخصصة:
-
مشاعر مستمرة من الحزن واليأس أو الإحباط
-
القلق الشديد أو نوبات الهلع
-
صعوبة النوم أو النوم كثيرًا
-
عدم الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها في السابق
-
أفكار إيذاء نفسك أو طفلك
-
صعوبة في الترابط مع طفلك
إذا كنت تعاني من أيٍّ من هذه الأعراض، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك في أقرب وقت ممكن. يمكنه مساعدتك في الحصول على الدعم والعلاج اللازمين.
موارد الدعم
إذا كنت قلقًا بشأن صحتك العقلية أو بشأن شخص تعرفه، فيمكنك الاتصال بإحدى المؤسسات الخيرية أدناه للحصول على المساعدة والمشورة:
-
السامريون – 116 123 (24 ساعة في اليوم)
-
مايند - 0300 123 3393 (9 صباحًا - 6 مساءً من الاثنين إلى الجمعة)
-
PANDAS (التوعية والدعم بشأن اضطراب ما بعد الاكتئاب) - 0808 1961 776 (من الساعة 11 صباحًا حتى 10 مساءً يوميًا) وواتساب 07903508334 (من الساعة 8 صباحًا حتى 10 مساءً يوميًا)
تذكر أن العناية بصحتك النفسية ضرورية ليس فقط لك، بل لعائلتك أيضًا. لست وحدك، والدعم متاح دائمًا.